بدعة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين اما بعد:
فانه لا يشرع شيئا من العبادات والمواسم الدينية الا ما كان ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الناس انما أمروا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فمن تعبد لله بما لم يشرعه الله فعمله مردود عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :{من عملا ليس عليه أمرنا فهو رد}
وان من جملة البدع ما ابتدعه بعض الناس في شهر ربيع الاول من بدعة عيد المولد النبوي , يجتمعون في الليلة الثانية عشرة منه في المساجد او البيوت فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم تخرج بهم الى حد الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وربما صنعوا مع ذلك طعاما يسهرون عليه فأضاعوا المال والزمان واتعبوا الابدان فيما لم يشرعه الله ولا رسوله ولا عمله الخلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا المسلمون في القرون الثلاثة المفضلة ولا التابعون باحسان ولو كان خيرا لسبقونا اليه ولو كان خيرا ما حرمه الله تعالى .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (اقتضاء الصراط لمستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) :و ما يحدثه بعض الناس اما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام واما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده فان هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع ولو كان خيرا محضا أو راجحا كان السلف أحق به منا فانهم كانوا أشد محبة لنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص وانما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره واحياء سنته ظاهرا وباطنا
أما اليوم فاكثر الذين تجدهم حرصاء على هذه البدعة تجدهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يامر بها ولم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين لهم باحسان, وكان يقول في خطبة الجمعة: {أما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار}فاتقوا الله عباد الله واستغنوا بما شرعه عما لم يشرعه وبما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عما لم يسنه.
وهذه البدعة ظاهرة جدا وبشكل واسع في لبنان نسأل الله الهداية.

__._,_.___